ربنا ظلمنا أنفسنا

ربنا ظلننا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين..
هذا الدعاء احبه حبا شديدا..اصبحت به و امسيت.. هذا الدعاء يكمن معاني ضخمة.. وإذا تأملت بها فوجدت نفسي كئيبا آسفا ظالما مظلوما.. و كيف لا ؟ إنه إقرارالنقصانية -يعني ظالم على نفسه- من شخصية الإنسان الذي لا يخلو عن الأخطاء و النسيان.. فكم من إنسان يكره من ظلم إليه.. فمن البداهة أن المظلوم يكره الظالم..
ولكن كيف اظلم نفسي.. اليس هذا بمعنى أني اكره نفسي .. فانظر إلي مفهوم هذا الدعاء.. كان الداعي لا يشتكي عن الظلم الذي يأتي من الآخرين لنفسه.. و لكنه يشتكي لأنه صار ظالما لنفسه.. فهذا لشيء عجاب.. علمنا الإسلام المحاسبة على أنفسنا أولا.. و لا المحاسبة علي غيرنا..
و كيف نظلم أنفسنا ؟ حينما دعى المؤذن إلى الصلاة ولم نتبادر إلي المسجد.. حينما نقرأ المعلومات كل حين و تركنا القران الكريم مستلقيا علي الغبار.. حينما شبعنا و حولنا جائعون.. حينما ندع أولاد الشوارع و المساكن.. حينما نفضل الأغنيات الغرامية من اذكار الصباح و المساء.. حينما عشنا بجميع اللذات و النعم ونسينا من هو المنعم و ما حقه..
هذا الدعاء تتأرجح فى لساني هذه الأواخر وربما الى الأبد.. مقرا بالظلم الذي ارتكبت لنفسي.. إذا سألت : هلا تقر بالظلم الذي ارتكبت للآخرين ؟.. فأجيب بأني إذا ظلمت الآخرين إذن اظلم نفسي.. بل.. إذا ظلمت الله أي لا اؤدي حقوقه اذن اظلم نفسي...
وأخيرا.. حينما كتبت هذه الكلمات ولم اغير أحوالي إذن ... أكون من الخاسرين..
ربنا ظلننا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين..
فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.. واعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك.. اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت... خلقتني و أنا عبدك.. و أنا على عهدك و وعدك.. ما استطعت.. أعوذ بك من شر ما صنعت... أبوء لك بنعمتك علي.. و أبوء بذنبي فاغفر لي .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..
الفقير إلي من جل علاه ،

Comments

Anonymous said…
semoga Allah meridlai ...

Popular Posts